الحب والانفصال ؟ التنجيم يكشف دلالات النهايات الحاسمة
هناك لحظات لا تُنسى، تهجر فيها الأرواح بصمت، وتُذرف فيها الدموع في عز الوحدة... لحظات يشعر فيها الإنسان أن قلبه لم يعد كما كان، و أن شيئًا إنكسر بداخله، و الحب الذي كان يملأ الفراغات، بات هو نفسه الفراغ الأكبر،
ورغم التمسك، والرجاء، يبدأ الكون كأنه يدفعنا بعيدًا... ربما أحيانا ليس من أجل تحطيمنا، فقط ليهدينا: إدراك، وعي، أو رسالة عميقة.
وفي اللحظات التي يضيق فيها القلب، و ترفع عينيك نحو السماء تبحت عن تفسير، عن معنى، عن لمحة أمل، هناك، بين مواقع الكواكب وخطوط الأبراج، تنبض خريطة تنجيم فلك خفية تهمس لك بأسرار اللحظة، عمق العلاقة العاطفية، تشرح لك دلالات الحب او الفراق، و تقول لك:
هل ما يحدث قدر؟ هل كُتب بين النجوم؟
هل الألم يحمل رسالة كونية؟
![]() |
هل فلكيا حكم على حبك بالفراق |
و خريطة التنجيم هده، لا يُخبرك فقط بما يحدث، بل تكشف لك لِماذا يحدث، وكيف يمكنك النجاة من بين الشظايا إدا ممكن.
فعلم التنجيم ليس مجرد خارطة للقدر، بل مرآة لما يخفيه القدر، وعندما تشير إلى عبور فلكي يوحي بالإنفصال، فهي لا تصدر حكمًا نهائيًا... بل تدعونا للفهم، لإعادة النظر، و معالجة ما يمكن إنقاذه.
و هدا لأننا كلنا نعلم ان الكواكب لا تبقى في موقعها للأبد، وكل عبور يحمل معه فرصة: فرصة للفهم، أو للشفاء، أو حتى للبدء من جديد إن كان لا مفر من النهاية.
ولهذا، سنغوص في خريطة السماء لنفهم كيف تؤثر بعض العبورّات الكوكبية على مسار العلاقات العاطفية، لا لنحكم على مصيرها، بل لنفهم كيف نحمي ما يمكن حمايته، أو نتحرر مما يؤذينا، بحنان، لا بقسوة.
زحل : النهاية البطيئة بسبب الثقل والمسؤولية
عبور زحل المنتحس على زهرة الطرف الآخر أو على حاكم البيت السابع أو على الطالع يعطي تآكل بطيء للعلاقة، الحب الذي كان سهلاً في السابق، يبدأ بالثقل، لأن زحل يعيد النظر في الواقع، وعندما يلامس زحل الزهرة أو محور علاقتك، تنكشف الصورة الوردية، و كل ما كان سهلاً في العلاقة يصبح صعبًا، الكلام يحتاج شجاعة، والمشاعر تُختبر بقسوة، وزحل لم يأتي ليأخذ الحب، بل ليكشف إن كان حبًا ناضجًا بما يكفي ليصمد و إذا لم تكن العلاقة قائمة على الاحترام والنضج والتوافق فهو سيعري الأمور الغير جيدة في العلاقة و سيصعب تجاهلها.
غالبًا ما يكشف هذا العبور عن اختلال التوازن العاطفي، حيت أحد الطرفين ينضج والآخر لا أو كلاهما ينضج، ولكن في اتجاهين متعاكسين، و إدا حدت الإنفصال فهو لا يأتي دائمًا بفرح غامر، لكنه سيحمل في طياته شعورًا بأن ما انتهى كان ضروريًا.
في الخريطة التوافقية: اتصالات زحل الصعبة (تربيع، معارضة) مع الزهرة أو القمر أو المشتري يشير إلى علاقة مليئة بالتأجيلات، الثقل، وعدم الارتياح العاطفي،
إنها مرحلة اختبار: هل هذا الحب حقيقي؟ هل نتحمل ثقل الواقع معًا، كأن الحياة تقول: "إما أن تتحمل، تنضج، أو تتراجع."
بلوتو: الانفصال التحولي الكارمي
عبور بلوتو المنتحس على زهرة الشريك، القمر، أو على حاكم البيت السابع للشريك: كأنه يجردك من جلدك، من هويتك العاطفية القديمة، يفتح جراح قديمة، و تشعر أن من تحب أصبح مرآة لكل ما تخفيه من ألم، غيرة، خوف من الهجر.
هذا هو الانفصال المدمر!، إنه ليس مجرد نهاية، بل ولادة جديدة من خلال الألم، تجد نفسك تتفكك عن الطرف الآخر حتى لو كنت مدركًا أن هويتك متشابكة معه، و تشعر أن شيء ما يُستخرج من أعماقك مع خوف، و رغبة في السيطرة، لكن الطرف الآخر بدون وعي او بوعي يجرك نحو الاحتكاك مع جروحك المدفونة، و يُخرج لك إلى السطح صراعات القوة والهواجس العاطفية.
و بلوتو لا يمر عبثًا، هو يدفعك بعد كل وجع في العلاقة، لولادة شخص جديد داخلك، تصبح إنسان أقوى، أنضج، وإذا تجاوز الحبيبان الضروف المنقادة معًا، يتحول الألم إلى شغف أعمق، وإذا لم يتجاوزاه، يصبح الفراق وسيلة الشفاء.
في الخريطة التوافقية: إذا كان بلوتو أحد الشريكين يتصل اتصالاً صعبًا بزهرة أو قمر الطرف الآخر، تكون العلاقة شديدة الشغف، لكنها مدمّرة.
أورانوس: الانفصال المفاجئ، المتمرّد، المُحرِّر
عبور أورانوس على الزهرة أو الطالع أو القمر: يُحدث انعطافةً غير متوقعة، قطيعة بلا مقدمات، كأن الطرف الآخر يستيقظ فجأة ويقول: "لا أريد هذا بعد الآن" أو حتى قد يختفي شريكك فجأة.
وقد تكون أنت من يقولها، رغم أنك لم تفكر في الأمر مسبقًا، لأن أورانوس مفاجئ، يُحطم ما هو راكد، هو مُحرِّر و وحشي، و يعطي توق إلى المساحة والحرية، لكن أساس التحرر يكون مبني على الأمان لا الشغف، هو تمرد داخلي، يقول لك: أريد أن أكون أنا، لا نحن.
في الخريطة التوافقية: اتصالات أورانوس مع الزهرة أو القمر تعني أن العلاقة ولدت بدون أساسيات، لكنها لا تصمد أمام الاستقرار.
نبتون : الانفصال الصامت، المذوَّب في الأوهام
عطارد: الانفصال العقلي، يسكت الكلام وتموت العلاقة بصمت
عبور عطارد المنتحس على الزهرة أو على حاكم البيت السابع:
عطارد يُمزّق القلوب بتعطيل التواصل، تبدأ الأمور بالصمت، ثم سوء الفهم، ثم مشاعر الوحدة، و يكون في تقاربهم مساحة و عدم حديت، رغم كترة الكلام المتواجد في القلب، لكن للأسف حين يصمت الكلام، تبدأ المسافات بالتوسع و هنا العلاقة تموت ببطء، ليس لغياب الحب، بل لغياب الجسر الذي يوصله،
و بعدهم عن بعض يكون قاسي لكن قربهم أقسى، و نهاية علاقتهم قد تتم برسالة أو بسبب كلمة.
في الخريطة التوافقية: إذا كانت اتصالات عطارد صعبة، يتكرر سوء الفهم، أو يشعر أحد الطرفين بأن الآخر لا يُفهم إطلاقًا.
المريخ: الانفصال بسبب الغضب أو التوتر الجنسي
عبور المريخ المنتحس على الزهرة أو على حاكم البيت السابع يُشعل، يوقد تم يُفجّر، خصوصا إذا كان هناك احتقان مسبق، و العلاقة تصبح ساحة صراع، خصوصا إدا كانت هده الكواكب في أبراج نارية.
المريخ للأسف لا يطرق الباب بل يقتحمه، يُشعل فتيل صاحب المريخ في لحظة، ثم ينسحب ويترك الطرف الآخر وسط الحريق، و هذا العبور لا يأتي كتحذير رقيق، بل كصفعة توقظ كل ما تم كتمه سابقًا، تتحول العلاقة هنا من مأوى و حوار إلى حلبة، إلى ردود فعل، و قد تبدأ الحرب بأبسط التفاصيل نظرة، كلمة، أو رغبة لم تُشبَع.
المريخ هنا لا يكتفي بإبراز الشهوة، بل يكشف عمق الصراع بين "أريدك" و"أريد أن أُفلت منك".
في الخريطة التوافقية، اتصال المريخ المنتحس بالقمر مثل نصل حاد يمزق الغلاف العاطفي للعلاقة، تُصبح ردود الفعل مفرطة، الانفعال متكرر، والتفاهم مستحيل، الغضب هنا ليس مؤقتًا، بل متجذر، و غير مفهوم مع وجروح لم تُشفى، وكبت لم يُعترف به.
هذا النوع من الاتصالات لا يقتل الحب فقط، بل يقتل الأمان،
الشمس: الانفصال عن الهوية الذاتية
عندما تتعرض شمس المولد لعبور زحل أو بلوتو: نبدأ بإعادة تقييم الهوية، من أنا في هذه العلاقة؟ هل ما زلت أملك نوري؟ العلاقات يجب أن تكون مساحة للنمو، و ليس سجنًا و الشمس هنا تطالب بالهوية، إذا ضاعت، قد تختار الرحيل لتستعيدها.
في الخريطة التوافقية: التوتر بين شمس أحد الشريكين و القمر أو زهرة الطرف الآخر يدل على فجوة في فهم الاحتياجات العاطفية.
القمر : الانفصال حين يغيب الأمان العاطفي
عبور القمر و خسوفه على نفس درجة زحل أو بلوتو المولد يُشعرك بأنك عاطفيًا وحدك، العلاقة التي كانت تمنحك دفئًا تصبح باردة، خالية من الحنان، و في لحظة ضعف تُستثار المخاوف القديمة من الهجر أو الإهمال، و نعتقد أن لا حلّ سوى الانسحاب.
و في الخريطة التوافقية: عندما يكون القمر المنخسف في مواجهة أو تربيع لزحل الشريك يعني أن العلاقة مثقلة بالبرود العاطفي.
كيرون : الانفصال الجارح الشافي
عبور كايرون على الزهرة أو القمر أو الطالع: يُوقظ الجروح، يجعلك تعيش نفس ألم الطفولة لكن عبر شخص آخر، تشعر أنك غير محظوظ، و هدا يدفعك للإنسحاب للوداع الدي كنت بحاجة إليه، كي ترى الجرح وتبدأ علاجه، إنه وداع لا يُنسى، لكنه يحمل بذور الشفاء.
في الخريطة التوافقية: إذا كان كيرون أحد الطرفين يتصل باتصال وثيق مع قمر أو زهرة الطرف الآخر، تكون العلاقة علاجية، لكنها أيضًا مليئة بالألم.
كلمة أخيرة: النهايات العاطفية ليست دائمًا نهاية
كل فراق مع الحبيب و كل نهاية تحمل سرًّا، بعض العلاقات تنتهي لتُحررك، وبعضها لتُرشدك نحو ذاتك، وبعضها لا تنتهي بل يعاد تشكيلها بقالب آخر ربما أمتن و أحسن من البداية.
و النجوم لا تُصدر الأحكام، لكنها تهمس لنا بما لا نريد أن نراه، وعندما نُصغي جيدًا، نفهم أن الحب لا يضيع، بل يتحول، و كل عبور فلكي، مهما كان مؤلمًا، يمكن تجاوزه... إذا فهمنا الرسالة.
و الكواكب ليست هي من تفصل بين القلوب، بل سوء الفهم، الصمت، الخوف، الالم، هو الدي يفصل، الفلك ماهو إلا دليل، لذلك.
و في لحظات التوتر العاطفي، تذكر دائمًا:
الكواكب تعبر، والألم يعبر، لكنك أنت... تبقى، وتكبر، وتشفى.
تدكر أيضا أن بعض النهايات هي بدايات متنكرة، وبعض العلاقات تُعاش لتُعلمنا درسًا، لا لترافقنا إلى الأبد،
علم التنجيم لا يَحكم، لكنه يُنير طريقك عندما يختفي الأمل، و حين يخفت الضوء في القلب، يُضاء في السماء.