تراجع بلوتو في برج الدلو
بلوتو، كوكب قزم، ذو طاقة ين أنثوية، يرتبط بالموت الرمزي، الإنبعات، والانصهار مع اللاوعي, ومع تراجع بلوتو في برج الدلو، تزداد هذه الطاقة أكثر كتافتا وعمقًا، كأن الكون يدعونا للتوقف، للغوص في ذواتنا، ولتفكيك أنظمة قديمة زرعناها في وعينا دون وعي،
بلوتو، الذي يحكم برج العقرب ويتماشى فلكيًا مع البيت الثامن، هو حامل طاقة التحوّل الروحي و الشفاء العاطفي، لا يُستهان بقوته، فهو رمز للتطهير الداخلي، التضخيم، والإفراط في كل ما يلامس جوهر النفس، خلال هذه الفترة، قد نشهد تحولات عميقة تؤثر على الصحة النفسية و الوعي الذاتي، خاصة لمن يتابعون حركة الأبراج الفلكية ويسعون لفهم أسرار الطاقات الكونية.
و يتراجع بلوتو مرة واحدة كل عام، لفترة تمتد حوالي خمسة أشهر، غالبًا بين شهري أبريل وأكتوبر، و خلال هذه الفترة، تبدأ رحلة تحولية عميقة وغير مرئية، تتسلل بصمت إلى أعماق النفس، و تفعِل الممر الداخلي نحو المخاوف، الرغبات المكبوتة، والقصص الغير المكتملة داخلنا، هدا الممر يدعونا لنواجه أنفسنا بصدق، بلا أقنعة، فيحدث زلزالًا داخليًا صامتًا يُحس في الجسد والروح والعقل، نجد أنفسنا وجهًا لوجه أمام ظلالنا، وأمام فرص ثمينة للشفاء، التحرر، وإعادة بناء الذات من جديد.
![]() |
تراجع بلوتو في برج الدلو كيف يؤثر على برجك |
موعد تراجع بلوتو في برج الدلو سنة 2025
في عام 2025، سيتراجع بلوتو في برج الدلو من يوم الأحد 4 مايو حتى يوم الاثنين 13 أكتوبر، و سيبدأ تراجعه عند الدرجة 3° من برج الدلو، لينهيها عند الدرجة 1° دلو، قبل أن يستقيم ببطء.
الدلالة الرمزية للدرجة 3° من برج الدلو (بداية التراجع):
هذه الدرجة ترتبط بـالتمرد الواعي، رمز لبداية كسر القيود الذهنية القديمة، وفتح بوابة نحو الاستقلال الداخلي، في هذه النقطة، يتحدى الفرد السلطة الموروثة أو المفروضة، ويبدأ رحلة التساؤل!
بلوتو هنا في هده الدرجة يشبه شرارة تنويرية تحثنا على نبش الموروثات العقلية والجماعية التي لم نعد نؤمن بها حقًا.
الدلالة الرمزية للدرجة 1° من برج الدلو (نقطة الاستقامة):
الدرجة الأولى من برج الدلو تمثّل ولادة جديدة للهوية الجماعية، ولكن من خلال مرآة الذات الفردية، هذه الدرجة شبيهة بصوت داخلي يقول: "لقد رأيت الحقيقة، فغير ما يمكن تغييره!،
بلوتو عند هذه الدرجة يُعيدنا للأسف إلى لحظة الصدمة الأولى التي أجبرتنا على التغيير، ولكن هذه المرة من زاوية أكثر نضجًا، و أكثر إدراكًا.
إدا لاحظتم هذا التراجع لبلوتو ليس مجرد حركة فلكية، بل هو فترة زمنية ذات طابع رمزي ونفسي وروحي عميق، هو يمثل: لحظة انكسار من وهم السيطرة، وانبثاق قوة خفية لا يمكن قمعها، بلوتو هنا يتقمص دور المعلم الظلّي، الذي لا يعلّمنا بالكلمات، بل عبر التجارب الصادمة، الأحلام المكثفة، الصحوات النفسية، وإعادة إحياء العلاقات أو الذكريات التي ظننا أنها انتهت.
إنه وقت لإعادة النظر في كيفية استخدامنا للسلطة، وكيفية تشكيل معتقداتنا ومواقفنا، و من الناحية النفسية، يُثير هذا التراجع لبلوتو شعورًا بالعزلة أو الغربة، ولكن الغاية منه هو تحفيزنا للانفصال عن قوالب التفكير الجماعي السامة، وإعادة الاتصال بالذات العليا.
تذكر ان تراجع بلوتو الدلو سيُعلّمنا أن التحول لا يعني الهدم الفوضوي، بل الانسلاخ الذكي مثل السحلية التي تنتظر توقيتها لتغيير جلدها، سننضج بصمت، نُعيد رسم خرائطنا الداخلية، ونفهم أن التحول الحقيقي يحدث تحت السطح، بعيدًا عن الأضواء.
وفي هذه المرحلة لتراجع بلوتو، قد نشعر أنّ الأمور تتباطأ خارجيًا، لكن داخليًا، هناك ديناميكية شديدة العمق تحدث في صمت:
العلاقات العاطفية القديمة قد تعود إلى السطح، ليس بالضرورة لتُستأنف، بل لتُفهم وتُشفى.
الأسرار المالية قد تنكشف، خصوصًا تلك المتعلقة بالتمويل الرقمي، العملات المشفّرة، و أموال الغير.
الصحة النفسية والجسدية تدخل في مرحلة غربلة، ما تم تجاهله سابقا سيتطلب عناية، خصوصًا ما يتعلق بالأعضاء التناسلية، القولون، والجهاز العصبي.
بعض الأشخاص سيبدأون باستكشاف علوم النفس العميق، الظل، الطاقة، أو حتى تقنيات العلاج بالذكاء الاصطناعي.
قد يبدو لك أن تراجع بلوتو مُربكًا، لكنه في الحقيقة لا يستحق الخوف، بل يستحق التقدير، لأنه يحمل طاقة نادرة لشفاء الجذور النفسية وإعادة تعريف الهوية الفردية.
هو فرصة ذهبية لتحرر نفسك من العادات المتكلّسة، لتُعيد التفكير في أهدافك الكبرى، ولتُنقّب في أعماق ذاتِك بحثًا عن نسختك الأكثر صدقًا، وهذا التحول، وإن بدا مؤلمًا أحيانًا، هو ما سيصنع المساحة لولادة جديدة تمامًا متل العنقاء التي تشرق بعد تحولها إلى رماد.
كيف سيؤثر تراجع بلوتو على برجك
الجدير بالذكر أن دلالات بلوتو المتراجع تبقى عامة، وتعتمد بشكل أساسي على البيت الذي يمر فيه بلوتو الدلو المتراجع في خريطتك الشخصية، أما مواليد برج العقرب، فيشعرون بهذا التراجع بشكل مضاعف، لأن بلوتو هو الكوكب الحاكم لهم، يمس هويتهم العميقة ويحفّز التحول الجذري في أعماقهم.
فلنكتشف سويًا ما الذي يجهزه بلوتو المتراجع لكل برج...
دلالات تراجع بلوتو الدلو على برج الحمل:
بلوتو يتراجع في بيتك الحادي عشر، يا برج الحمل، و هو بيت الصداقات والرؤية المستقبلية، و يدعوك هذا التراجع لإعادة النظر في "من" يحيط بك و"لماذا".
تبدأ فجأة بالشعور بعدم الانسجام مع بعض الأصدقاء أو المجموعات التي تنتمي إليها، هذه ليست صدفة، بل إشارة من الكون بأن بعض الروابط استنزفت طاقتك ولم تعد تخدم مسارك، و بلوتو هنا يلعب دور المُطهِّر: يزيل العلاقات السطحية ليمنحك فرصة لصُنع علاقات أكثر عمقًا وصدقًا.
تعيد التفكير في أهدافك الطويلة المدى أيضًا، تلاحظ أن ما كنت تطمح له لم يعد يُشبهك الآن، و تبدأ البحث عن تواصل حيّ، صادق، يُلامس قلبك.
امنح نفسك الحرية للتواصل مع أشخاص يُلهمونك ويُوسّعون رؤيتك للحياة، من الممكن أيضًا أن تظهر شخصية مؤثرة جديدة في حياتك، تُغيّر طريقة تفكيرك أو توجّهك المستقبلي.
دلالات تراجع بلوتو الدلو على برج الثور
الدلو هو بيتك العاشر، بيت السمعة، الإنجازات، الطموحات، و هو بيت عاقبة الزواج، و بلوتو يحكم بيتك السابع و يتراجع في هدا العاشر، سيفتح أمامك هدا التراجع بابًا غير متوقع لإعادة تشكيل صورتك المهنية والعامة، و بعدسة جديدة: هل هذا هو المكان الذي أردت أن تصل إليه فعلًا؟ هل حلمك القديم يُشبهك؟ هل شريكك العاطفي أو المهني مازال يشعل شغفك أو يخدم إستقرارك و طموحك؟...، فقد حان الوقت لتعيد كتابة القصة.
هذا التراجع يُعزز الرغبة في السلطة، لكن بأسلوب أعمق: لم يعد الأمر فقط عن المناصب، بل عن القيمة التي تقدمها، و التي تأخدها، والتأثير الذي تتركه، قد تتغير علاقتك مع الرؤساء أو الشخصيات النافذة، أو تشعر بحاجة إلى التحرر من صورة اجتماعية أو رابط زواج لم يعد يعكسك، كل هدا بصمت و هدوء، و تخطيط مع صراعات بسيطة على السيطرة أو التقدير، لكنها ستكون المحرك السري لتحولك القادم.
تأثير بلوتو المتراجع في بيتك العاشر يُشبه خزانة تُفتح للمرة الأولى منذ سنين: ستتخلص من الأدوار التي تقلل منك، وتكتشف قدرات كنت تخفيها تحت روتين الأمان، وقد تجد نفسك في نهاية هذا التراجع متجهاً نحو مجال جديد كليًا، أو تخطط لإطلاق مشروع شخصي طالما ترددت في البدء به.
دلالات تراجع بلوتو الدلو على برج الجوزاء
بلوتو يتراجع في بيتك التاسع يا برج الجوزاء، بيت الفلسفة، السفر، والبحث عن المعنى، و يُحرّك فيك رغبة لا تُقاوم لتوسيع آفاقك... لكن هذه المرة، ليس فقط عبر جواز السفر، بل من خلال فكرك وروحك أيضاً، حيت تجد نفسك تُعيد النظر في معتقدات لطالما ظننتها ثابتة، أو تدخل في نقاشات عميقة حول الحياة، الحقيقة، والوجود، ربما تبدأ فجأة باهتمام غريب بمفاهيم غير تقليدية: علوم خفية، نظريات كونية، طرق بديلة للشفاء، أو حتى طقوس روحية من ثقافات أخرى، هذا هو بلوتو المتراجع، يُنقّب لك عن المعنى الأعمق لما تؤمن به، ويدفعك لكسر القوالب الذهنية التي لم تعد تُشبهك.
قد تنجذب أيضًا لفكرة السفر الطويل أو العزلة في مكان بعيد، فقط لتسمع صوتك الداخلي بوضوح، وربما تبدأ دراسة جديدة تُغيّر مسار حياتك أو تفتح لك بابًا نحو نظرة جديدة للعالم، أكثر اتساعًا ومرونة.
في العمق، هذا العبور ليس عابرًا، لأن بلوتو يريدك أن تُعيد تشكيل فلسفتك في الحياة، و ما تُؤمن به، ومن تكون عندما تُجرد نفسك من كل ما تعلّمته سابقًا؟
انزع الخريطة القديمة، يا برج الجوزاء، واسمح لعقلك أن يضيع قليلاً… فقط لتجد طريقًا لم يكن على أي خريطة من قبل.
دلالات تراجع بلوتو الدلو على برج السرطان
بلوتو يحكم بيتك الخامس، و سيتراجع في بيتك التامن! هل أنت مستعد للغوص في أعماق نفسك، حيث لا يصل الضوء بسهولة؟ بلوتو المتراجع في بيتك الثامن، بيت التحول، الموارد المشتركة، والشفاء العميق يُناديك لمواجهة ما تم دفنه طويلاً.
قد تبدأ رحلة إستبطان عميقة، تتساءل فيها عن شكل علاقاتك الحميمة، عن حدودك، عن ثقتك بالآخرين… وربما، لأول مرة، تواجه خيبات عاطفية قديمة كنت تخبئها في أدراج قلبك، هذا العبور يُشبه عملية تطهير داخلية، يزيل السموم من ذاكرتك العاطفية، ويدفعك للتحرر من رواسب السيطرة أو الخوف أو الارتباطات السامة.
الجانب المالي أيضًا تحت المجهر: هل تعتمد على دعم الآخرين أكثر مما يجب؟ أو هل تخاف من مشاركة مواردك؟ بلوتو هنا يريدك أن تُعيد تعريف معنى القوة الشخصية، وأن تتعلم كيف تبني أمانك من الداخل، لا من خلال التملك أو التعلق.
قد تنجذب إلى مواضيع مثل علم الطاقة، الشفاء الروحي، التاروت، أو حتى الاستثمار في مجالات غير تقليدية كالعملات الرقمية أو التمويلات الجماعية.
هذا ليس عبورًا عاديًا… بل هو بوابة يا برج السرطان.
بوابة نحو نسخة منك أكثر شجاعة، أكثر وعيًا، وأكثر استعدادًا لأن تُعيد بناء حياتها على أسس داخلية حقيقية، و التغيير قادم من الداخل.
دلالات تراجع بلوتو الدلو على برج الأسد
بلوتو يتراجع في بيتك السابع يحمل إليك مرآة… مرآة لعلاقاتك، شراكاتك، وكل من شاركك يومًا القلب أو الطريق أو القرار.
إنه وقت المواجهة: هل تختبئ خلف مجاملات ناعمة لتجنب الصراعات؟ هل تتحمل علاقة تُضعفك فقط لأنك لا تريد أن تكون وحيدًا؟ بلوتو هنا لن يرضى بالسطحيات، بل يغوص مباشرةً نحو الجذور، نحو ديناميكيات القوة، والهيمنة، والخضوع، والمساومة.
تجد نفسك تعيد النظر في شراكة عاطفية أو مهنية، تكتشف أن ما ظننته حبا هو في الحقيقة نمط اعتماد، أو أن ما ظننته صداقة كان قائمًا على تضحية غير متوازنة، بلوتو المتراجع يريدك أن تفتح عينيك، وأن تُطالب بحقك في علاقات عادلة تُنير حضورك ولا تطفئه.
ربما حان وقت إعادة توزيع الأدوار في علاقتك… أو حتى الخروج منها إن لزم الأمر، لأنك، يا برج أسد، تستحق شراكات تُعزز نورك لا تُقلّصه، فهل تملك الشجاعة لاختيار نفسك؟
دلالات تراجع بلوتو الدلو على برج العذراء
همسات روحك يا برج العذراء تتساءل: لماذا أفعل هذا كل يوم؟ و لمن...؟
تراجع بلوتو في بيتك السادس، بيت العمل والصحة والعادات اليومية، يفتح لك نافذة نادرة نحو العمق، أنت، يا برج العذراء، تتقن التفاصيل، تُحب النظام، وتُكرّس نفسك للعطاء والإنتاج، لكن الآن، حان وقت التوقف المؤقت لا لتتخلى، بل لتُعيد النظر، و لتسسائل هل ما افعله حاليا سيخدمني على المدى الطويل؟ هل سيغديني ؟، أم فقط يستهلكني!؟
ربما تدرك أن إنشغالك يخفي خوفًا من الفراغ، أو أن نمطك الصحي المتشدد يُخفي بحثًا عن تحكم وسط فوضى المشاعر، لكن تراجع بلوتو هنا جاء ليكشف لك الحواف القاسية تحت مظاهر الانضباط، و ليطلب منك: رِفقًا بنفسك، عليك بإعادة ضبط علاقتك بجسدك، بمسؤولياتك، وحتى بطريقة تقديمك للخدمة للآخرين، قد يتغير نظامك الغذائي، روتينك المهني، أو حتى مفهومك للصحة النفسية والبدنية، وقد تمر علاقتك الحالية بتحولات تجبرك على إعادة تقييم الدور اللي تلعبه: هل أنتِ المُعيل؟ المُضحي؟ الشغوف؟ أم المُتجاهل؟، العلاقة الجنسانية أيضا هنا ممكن أن تظهر لك من باب الواجب، أو الاحتياج اليومي، و هدا غير مرضي عاطفيًا، لكنه يكشف الجذور الأعمق للرغبة عندك.
و بلوتو المتراجع لا يريد منك أن تكون مثاليًا… بل صادقًا، صادقًا مع نفسك، ومع حاجاتك، ومع حقيقتك الداخلية التي ربما أرهقتها طقوس الأداء المستمر.
تعلّم أن تُعيد بناء يومك انطلاقًا من حبك لذاتك، لا خوفك من التقصير.
دلالات تراجع بلوتو الدلو على برج الميزان
يتراجع بلوتو في بيتك الخامس، يا برج الميزان، بيت الحب، الأطفال، المتعة، المسرح الداخلي، بيت كل ما يجعلك تشعر بأنك على قيد الحياة.
وهنا… لا مجال للمجاملات، بلوتو لا يبتسم، بل يهمس لك بلذة الخطر: هل تعيش من قلبك، أم أنك فقط تُرضي الصورة التي تريد أن يراك بها الآخرون؟
و هل أنت تعيش قصة حبك، أم تؤدي دور البطولة في قصة كتبها غيرك!؟
و هل أنت المُتحكم؟ أم تُقاد بسحر اللحظة؟
بلوتو المتراجع سيجعلك تتساءل داخليا حول علاقاتك العاطفية نحو الآخرين، و قد تُثار من حيث لا تتوقع، وتُغوى من حيث لا يفترض، فبلوتو هنا يُحرّك الهوى المكبوت، الرغبة المسكوت عنها، واللعب على حدود الممنوع.
هذا التراجع يُرغمك على مواجهة ظلالك في الحب، و مواقفك إتجاه إرضاء الجميع على حساب ذاتك؟
أما على صعيد الإبداع، لم يعد يكفي أن يكون ما تصنعه جميلا فبلوتو المتراجع يريد منك فنًا صادقًا، يوجع، يهزّ، يُغري… يعرّي، قد تكتب، ترسم، ترقص، تُحب، وتثور… لكن بشرط أن يكون كل هذا صادرًا من صُلبك العميق، لا من قشرتك الاجتماعية.
بلوتو هنا يقول لك: لا تخف من شغفك… بل اغرق فيه.
ولا تخف من خسارة دورك القديم فأنت على وشك أن تخلق مسرحك الخاص.
ماليا، و بحكم أن بلوتو يحكم بيتك الثاني، بيت المال والاحتياج فهدا يعني أن علاقتك بالمال مرتبطة بالاستحقاق، تغوص في جذور علاقتك بالوفرة، لتكتشف كيف تُسقط مشاعر النقص أو الخوف على طريقة كسبك للمال، تدرك أن سعيك وراء الإستقرار المادي كان مدفوعًا برغبة خفية في إثبات قيمتك، أو أنك تمنح أكثر مما تتلقى لأنك تخشى أن تطلب، وبلوتو المتراجع في بيتك الخامس لا يُريدك غنيًا فقط، بل مُتصالحًا مع فكرة أنك تستحق المال دون تضحية، ودون أن تبيع أجزاء من ذاتك في المقابل.
وقد يطال هذا التراجع أيضًا علاقتك بالأمومة أو الأبوة، أو رغبتك في إنجاب طفل، ليس من منطلق الواجب، بل كشكل من أشكال الإبداع والتوريث العاطفي، او تعيد النظر في طريقة تعبيرك عن نفسك كأب، كأم، أو ككائن خُلِق ليترك أثرًا.
دلالات تراجع بلوتو الدلو على برج العقرب
برج العقرب يحمل في جوهره رغبة عميقة في السيطرة، الفهم، والاختراق لما هو غير مرئي، وحين يتراجع بلوتو، حاكم طالعك، في البيت الرابع، فإن هذه الطاقة تأخذك إلى عمق أعمق من أي وقت مضى، نحو الجذور العاطفية، نحو الذاكرة، نحو البيت الذي بنيت عليه فكرتك عن الأمان والانتماء.
و هذا التراجع لا يمر مرور الكرام، بلوتو هنا لن يكتفي بطرح الأسئلة، بل سيُجبرك على تفكيك البنية الداخلية لهويتك: من أين أتيت؟ من أين ورثت هذا الشعور العميق بالخوف أو بالرفض أو بالحاجة إلى الحماية القصوى؟
قد تكتشف أن نمطك العاطفي اليوم ما هو إلا صدى لطفولة حملت فيها الكثير من الصمت، من المراقبة، وربما من الألم المكتوم.
وقد تشعر أنك مطالب الآن بمواجهة أشباح الماضي التي كنت تتفاداها منذ سنين.
قد تُثار علاقاتك مع الأم، أو الجذر الأنثوي في العائلة، او ربما تواجه حقائق عن علاقتك بها، أو تتحرر من عبء كان موروثًا منها.
قد تنقلب ذكرياتك رأسًا على عقب، وتعيد تأويل مواقف قديمة بطريقة تُظهر لك وجهًا آخر للحقيقة... وجهًا أقرب لذاتك الحقيقية.
بلوتو متراجع في رابعك لن يغيّر بيتك الخارجي فقط، بل بيتك الداخلي أيضًا، تشعر برغبة في تغيير مكان السكن، أو تجديد البيت، أو حتى نبش ملفات أسرية قديمة، والبحث عن تاريخ العائلة أو أسرارها... وكأن هناك شيئًا مخفيًا تريد أن تفهمه لتتجاوز ظله في حياتك.
البيت الرابع هو موضع الإرث العاطفي، وأنت الآن في فترة تطهير لهذا الإرث: كل ما لم يُقل، كل ما لم يُعبّر عنه، يخرج الآن على شكل أحلام، نوبات غضب، أو احتياج مفاجئ للحنان الذي لم تحصل عليه.
قد تكون هناك رغبة شديدة في السيطرة على الأوضاع العائلية أو على مساحة البيت، لكن بلوتو لا يكافئ السيطرة، بل يكافئ من يخضع للتغيير بوعي، من يختار أن يرى الجرح بدلًا من تغطيته.
من يختار أن يدفن الماضي بطريقة صحيحة هذه المرة، لا عبر الإنكار، بل عبر الحزن العميق والاعتراف بالحقيقة.
توقف، واستمع لطفلك الداخلي، ذاك الكائن الصامت الذي ما زال يهمس من عمقك، يذكّرك بما افتقدته، ويقودك نحو حضنٍ لم تُمنحْه يومًا.
أما من الجانب العملي، فقد تظهر مشاكل تتعلق بالعقارات، الورث، الانتماء، أو الحاجة للاستقرار... لكنها ليست إلا تجليات خارجية لتحولات أعمق بكثير.
بلوتو في تراجعه لك يا برج العقرب، سيُعيد تعريف هذا المفهوم، ويدعوك لبناء بيت جديد... في داخلك أولًا.
في النهاية، هذه ليست فترة هدم فقط، بل إعادة تشييد لهويتك من الجذر، ستخرج منها مختلفًا، أقوى، أكثر صدقًا مع ذاتك، وستكون مستعدًا لتأسيس علاقة مختلفة مع ماضيك، علاقة لا تبتلعك، بل تحررك.
دلالات تراجع بلوتو الدلو على برج القوس
بلوتو يتراجع في بيتك الثالث، بيت التواصل، التفكير، الإخوة، الحركة اليومية، واللغة...
ويحكم بيتك الثاني عشر، بيت الظل، الأسرار، الأحلام، ما هو خفي عنك فيك.
وهذا التكوين يعني أن أفكارك، كلماتك، وحتى أحاديثك العادية، لم تعد بريئة، بل أصبحت بوابة إلى لاوعيك.
قد تُستفز الآن من كلمات عابرة، أو تنفجر من صمت طويل، فتشعر أن شيئًا في داخلك يتحرك بقوة، شيء كان يختبئ خلف نكاتك، خلف استهتارك الظاهري، خلف فلسفتك التي كانت تُريحك من ثقل الواقع.
و تبدأ بإعادة تفكيك طريقة تفكيرك، لتكتشف أن بعض معتقداتك كانت سجونًا عقلية متنكرة في هيئة "مبادئ".
تتغيّر علاقتك بالإخوة، بالجيران، أو ربما بأصدقاء الطفولة، ليس لأنهم تغيروا، بل لأنك أنت بدأت ترى ما كان مخفيًا خلف الكلمات، و بلوتو هنا يريدك معبّرًا عن العمق، حتى لو بصوت مكسور.
على صعيد التعلم، قد تشعر أن ما تعرفه لم يعد يُرضيك، وتبدأ بالبحث عن علم غريب، عن لغات جديدة، عن أدوات تساعدك على فهم اللاوعي، الموت، الولادة من جديد، أو أسرار الحياة ما بعد الفكر.
وتحت كل هذا… هناك شفاء روحي عميق، قادم من قدرتك على تسمية الأشياء التي أخفتها عن نفسك طويلاً.
بلوتو المتراجع يريد منك الكلمة الصادقة، لا الكلمة الصحيحة فقط، يريد أن يُعيد بناءك، لا كمفكر، بل كقناة تنقل الحقيقة من العتمة إلى الضوء.
ومع تراجع بلوتو، لا يمكن إغفال ما يُحرّكه من طاقات جنسية دفينة، قد تظهر على شكل رغبات غير مفهومة، أو انجذابات مفاجئة لا يمكن تفسيرها.
هذا لأن بلوتو يحكم بيتك الثاني عشر، بيت الأسرار، النهايات، الرغبات اللاواعية، والعلاقات الكارمية.
قد تنجذب خلال هدا التراجع لشخص يُشبه جرحًا قديمًا، أو تكتشف أن حاجتك للجنس ليست جسدية فقط، بل رغبة في الذوبان، في الذكرى، في التحرر من الشعور بالوحدة الكونية، او قد تُفتح جراح قديمة مرتبطة بالخيانة، بالإدمان، أو بالذنب الجنسي، لكن هذه ليست نهاية، بل دعوة للغفران، للجسد، وللنفس.
بلوتو يُذكّرك: الرغبة ليست عيبًا، لكنها تتحول إلى قيد إن لم تُفهم.
والشهوة ليست فقط رغبة في الآخر… بل أحيانًا نداء من روحك، تطلب فيه أن تُلمس أنت، لا جسدك فقط.
دلالات تراجع بلوتو الدلو على برج الجدي
يتراجع بلوتو في بيتك الثاني، يا برج الجدي بيت المال وتقدير الذات، و يسلط الضوء على علاقتك العميقة مع المال والممتلكات، تشعر بأنك مُطالب بالتحقيق في الطريقة التي تدير بها مواردك، سواء كان ذلك عن طريق التدقيق في ميزانيتك أو فحص أولوياتك المالية، فهذا التراجع يدعوك إلى التوقف والتفكير في طريقة إنفاقك للمال، و على الأشياء التي تُعزز حياتك بالفعل، تشعر أيضًا بأنك بحاجة إلى التخلص من الأشياء التي لا تُضيف قيمة حقيقية لحياتك، سواء كانت أشياء مادية أو حتى معتقدات قديمة عن القيمة الذاتية.
قد يكون هذا التراجع بمثابة دعوة للشفاء المالي والنفسي، حيث يمكن أن تحدث تحولات هائلة في طريقة شعورك بالراحة والطمأنينة المالية،
دلالات تراجع بلوتو الدلو على برج الدلو
برج الدلو، بلوتو يتراجع في بيتك الأول، بيت الوجه، المظهر، والهوية، فيبدأ بالتنقيب في أعماقك، لا ليجمّلك، بل ليُعرّيك من كل ما لم يعد يُشبهك.
تُجبر الآن على أن تسأل نفسك: من أنا؟ ومَن أُريد أن أكون، بعيدًا عن الانطباعات، وعن الدور الذي اعتدت أن تؤديه أمام الآخرين؟
و بلوتو لن يقف عند حدود الذات، بل سيُرسل موجاته أيضًا إلى بيتك العاشر، بيت السمعة، المهنة، الأب، السلطة، والزواج كشكل اجتماعي من الالتزام.
قد تشعر بأنك محاصر بين صورتك الداخلية ومكانتك في الخارج، وكأنك تعمل في مهنة لم تعد تُمثّلك، أو تعيش في علاقة كانت تشبهك كما كنت، لا كما أنت الآن.
حتى جسدك لن يفلت من هذا التحول، قد تُلاحظ تغييرات في ملامح وجهك، في تعابيرك، وحتى في طريقتك في المشي أو التفاعل مع من حولك.
و بلوتو يُعزّز لك كاريزما غامضة وجاذبية غير معتادة، كأن شيئًا داخليًا بدأ يُشعّ للخارج دون أن تبذل جهدًا، تميل اأيضا لتغيير جذري في مظهرك: قصة شعر جريئة، ستايل جديد، تجميل، اهتمام بالجسم، أو حتى لغة جسد أكثر حضورًا.
وليس الهدف هنا أن تُبهر، بل أن تُجسّد، أن يتماهى شكلك الخارجي مع حقيقتك الجديدة، وأن يكون جسدك بوابتك الأولى نحو الحرية.
وهذا التغيير قد لن يكون سهلا، لكنه وعد بظهورك الحقيقي، بتجلي صورتك الجديدة للعالم: صورة لا تهدف لإرضاء أحد، بل لتكون مرآة دقيقة لجوهرٍ وُلِد من الرماد.
دلالات تراجع بلوتو الدلو على برج الحوت
تراجع بلوتو في بيتك الثاني عشر، يا برج حوت، لن يرحم الأكاذيب الصغيرة التي اعتدت أن تخبئ بها ألمك، ولن يسكت عن المعتقدات القديمة التي كبّلت روحك باسم الواقعية أو المنطق.
هنا، في هذا الركن السري من خريطتك، يبدأ بلوتو حفره العميق، لا ليهدمك، بل ليعيدك إلى حقيقتك النقية، تلك التي كنت تسمعها في الأحلام، وتراها في الحدس، ثم تغضّ الطرف عنها بسبب الضجيج الخارجي.
بلوتو يحكم بيتك التاسع، بيت الإيمان العالي والفلسفة والرحلة الكبرى، ما يعني أن هذا التراجع ليس فقط عاطفيًا أو نفسيًا، بل وجوديًا بامتياز.
قد تنهار منظومة كاملة من المعتقدات التي كنت تبني بها حياتك، وربما يتزعزع إيمانك بشيء كنت تعتبره مقدسًا، لتفسح المجال لإيمان أعمق، نابع من التجربة لا من التلقين.
قد تتغير رؤيتك لله، للحياة، للقدر… وربما تختار التوغل في علوم مخفية أو روحانيات لم تجرؤ على الاقتراب منها سابقًا.
إنه وقت لإعادة بناء عقيدتك الداخلية، لا من الكتب، بل من الحلم، من التأمل، من الألم حتى.
قد تشعر برغبة في الانعزال أو الانسحاب من الحياة الاجتماعية، ليس هروبًا بل تطهيرًا.
بلوتو متراجع في البيت الثاني عشر يعيد ترتيب عالمك الداخلي، يفضح ما هو مزيف، ويفتح لك بوابة نحو التحرر الكارمي، حيث تغسل أرواحك القديمة وتستعد للانبعاث من جديد.
قد يظهر شخص من الماضي، أو طيف علاقة غير مكتملة، فقط ليُريك أين ما زلت تمسك بالألم بدل التسامح، وأين تختبئ الرغبات المكبوتة خلف أقنعة السمو الزائف.
امنح نفسك العزلة، لا لتختبئ… بل لتشفى.
وكلما واجهت خوفًا داخليًا، اسأله: من أي عمر أتيت؟ من أي حياة؟ ومن أي جرح ولدت؟، لأنك على وشك أن تتحرر، لا فقط من الماضي، بل من دور الضحية نفسه.
الخاتمة
أخيرا عزيزي القارئ نصيحتي لك طوال فترة تراجع بلوتو في برج الدلو، هي إستغل الفترة في التأمل والتجديد في جوانب حياتك، و لالتقاط الأنفاس، لمراجعة الماضي، ولإجراء التعديلات اللازمة التي ستقودك نحو حياة أكثر توافقًا مع قيمك الحقيقية.
تذكر أن التحولات الكبرى لا تأتي دائمًا بسرعة، لكن عندما تأتي، فإنها تخلق فينا التوازن والتغيير العميق الذي نحتاجه للنمو الشخصي.